أشرقت راضي
كان حمدي مطلوباً من الشرطة لاشتغاله بتجارة المخدرات ، و لما ذهب إلى أخته أمينة ليخفي عندها كمية من المخدرات ، أخذتها و سلمتها إلى الشرطة ، ونجحت بعد مجهود شديد أن تقنع حمدي بمدى خطورة هذا الطريق الحرام ، حتى تمكنت من إقناعه بالتوبة ، و قد نجحت في ذلك لأنه إنسان طيب .
كان حمدي معروفاً لأن الصحف كانت تنشر صورته مع مقالات عنه و عن جرائمه ، لهذا فقد لفت نظر إحدى البنات ، وكان اسمها ليلى ، و بدأت تهتم به ، و لأن خالها كان يعمل في الشرطة فقد عرفت كل شيء عنه و عن توبته ، و عن عمله كميكانيكي في بداية مشوار التوبة ، ثم بجهده و استقامته أصبح صاحب ورشة ، و لأنه كان على علاقة طيبة بهذا الخال ، حيث ساعده كثيراً ليحافظ على هذه التوبة ، و ليستمر بها ، حتى وصل إلى ما وصل إليه ، و لهذا كان من السهل أن يتعارفا ، ثم تطورت المعرفة إلى حبٍ طاهرٍ شريف ، و بعد ترددٍ طويل تقدم حمدي إلى هذا الخال ليطلب يدها ، لأنه كان المسئول عنها بعد موت والدها ، و كانت سعادته لا توصف عندما وافق الخال ، و لأنهما أصبحا قريبين إلى هذا الحد ، فقد طلب الخال من حمدي أن يساعده في القبض على كل الذين يعرفهم من تجار المخدرات ، حتى يتم تنظيف البد منهم .
و كان الزوجان يعيشان في فيللا تملكها الزوجة ، و رزقوا بعد فترة بابنتهم " أسماء " ، و مرت السنوات حتى حدُث زلزال هدم الفيللا ، فعرض عليهم الخال أن يعيشوا في شقة يمتلكها حتى يتمكن حمدي من بناء بيت جديد .
اجتهد حمدي في عمله ، فكبرت الورشة و امتلك معرضاًَ للسيارات ، و بنى فيللا جديدة أكبر من التي هدمها الزلزال ، و عاشوا جميعاً حياةً سعيدة خاصةً بعد أن رزقهما الله بوليد أسموه " أشرف " ، و اجتهدا أن يربياهما على الأخلاق الحميدة ، وعلى الشرف و الأمانة و حب الخير .
و مضت حياتهم في سعادة و هناء ليذوق الجميع طعم الحياة الشريفة التي عاد إليها الأب بعد أن تاب توبة نصوحة ، فكان الله معه في كل خطوة ، كشأنه مع كل التائبين
الرئيسية 
علبه دردشه الاعضاء 
المزاج
